Wednesday, November 29, 2006

اللســــــــــان




تمتد المياة بألوانها المختلفة الى ما لا نهاية..تذكرني بالحياة..أشعر تجاهها بالألفة، فأحبها! فهي تارة هادئة..ناعمة؛مسالمة..و تارة ثائرة..غادرة؛هادرة
و تارة أخرى غامضة، مبهمة..لا تعرف لها حالا مهما طال بقاؤك فيها! كيف يحمل الهم من يرى هذه اللوحة الربانية!كيف يفقد ثقته بالله!بل كيف يخترق الشر قلبه بعد ذلك! و كيف ينقصه اليقين..من رأى عظيم خلق الله-عز و جل-!!

كان ذاك فيضان فكري يمر عبر عقلي في لحظات صفاء و تأمل نادرة؛ و أنا أخطو فوق أحجارا ضخمة؛ تراصت بجانب بعضها لتكون ذلك اللسان الطويل الممتد لعرض البحر الواسع.فيضان لا ينتهي من الأفكار؛ تصحبه راحة لا أعرف لها سببا، و حلم و أمل للغد؛ صار –الآن فقط- ممكنا!

أصل لنهاية اللسان؛ بنفس مشبعة بالتفاؤل..أجلس بحركة تلقائية، ثم أبدأ هوايتي المفضلة..التأمل. ليس فقط تأمل تلك الطبيعة الساحرة..بل؛ كل شيء.. تأمل المكان..تأمل أحوالي..و الأفضل بكثير..تأمل الناس! فلا يوجد-في اعتقادي- مدرسة؛ أو كتاب؛ أو أي وسيلة تعلم أخري، أسرع من تأمل أحوال الناس و سلوكياتهم؛ التي هي خلاصة التجارب البشرية!

على صخور اللسان تجلس الفتيات في مجموعات..و تبدأ الفضفضة؛ التي غالبا ما تكون عن قصص حب و "مشاريع" خطوبة..كل منهن تروي خلاصة تجربتها؛ و تسمع الآراء في مشاركة وجدانية ندرت بين أصدقاء هذه الأيام. و كأنهن احتجن للجلوس على (اللسان)؛ حتى تتحرك (ألسنتهن) بالكلام دون حرج أو مواربة!

أما عن مجموعات الفتيان و صداقاتهم البعيدة كل البعد عن تلك الجلسات الحميمية للبنات، فهم يأتون للسان اما للقفز و السباحة في المياة العميقة؛ أو على حد أقصى لالتقاط الصور التذكارية. و لم أغفل النوع الثالث من الجالسين..و هم (ثنائيات الحب) أو ال couples ..و لكني فقط لم أتوقف عندهم كثيرا؛و السبب دائما..اما حرج مني أو منهم! فهم دائما ذلك النوع من الناس الذي تخشى أن تفسد لحظات سعادته، و لو حتى بنظرات تأمل من بعيد!

أما عن لهو الأطفال المرح، و استمتاع الشباب بكل حبة رمل على الشواطىء...أما عن تلك العيون الباحثة عن السعادة؛ و هذا الكم من القلوب النابضة بالطاقة و الحماس و حب الحياة...فتلك قصة، بل قصص أخري..و كلها تجري على أجمل شواطيء الساحل الشمالي؛ بمارينا!